الزراعة الأمريكية تتوقع ارتفاع إنتاج مصر من العنب فى الموسم الحالى
تحسين التعبئة والتغليف وزيادة إنتاج المناطق الواعدة أبرز التحديات
توقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يصل إنتاج العنب المصري لعام التسويق 2024/2025 إلى 1.59 مليون طن، بزيادة قدرها 20 ألف طن عن العام السابق، ورجحت زيادة الصادرات إلى 185 ألف طن بزيادة نحو 10 آلاف طن.
وأرجعت ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة المساحة المزروعة بنحو ألف هكتار، حيث تم إدخال أصناف جديدة من العنب وتحسنت ممارسات الزراعة من خلال الري بالتنقيط والزراعة المحمية، مما أدى إلى تحسين جودة الثمار.
وذكرت أن العنب هو من أكثر الفواكه زراعة في مصر، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الموالح، وهو منتشر في مختلف أنحاء البلاد من الشمال إلى الجنوب.
ويبدأ موسم الحصاد في مصر للأصناف المبكرة في نهاية مايو وينتهي في سبتمبر، بينما يبدأ موسم الحصاد للأصناف المتأخرة في نهاية يونيو وينتهي في نوفمبر.
وأشارت إلى أن الزراعة المصرية في دلتا النيل تهيمن عليها الزراعة الصغيرة في ما يعرف بـ”الأراضي القديمة”، التي تتميز باستخدام الممارسات التقليدية في الزراعة وري الأراضي بالسطح، أما “الأراضي الجديدة” فهي الأراضي التي تم استصلاحها حديثًا نسبيًا، تغطي الأراضي الجديدة أكثر من 2.5 مليون فدان، وتستخدم أحدث التقنيات في الري، ومعظمها مخصص للأسواق التصديرية.
وقالت إن المزارع الصغيرة تسيطر على منطقة دلتا النيل، فعادة ما تكون المزرعة أقل من 1.5 هكتار، ويتم توجيه معظم هذا الإنتاج إلى السوق المحلية، ويميل التركيز إلى الأصناف المحلية مثل الفيومي والرومي الأحمر، ومع ذلك، يواجه هؤلاء المزارعون تحديات مثل زيادة تكاليف المدخلات، وتفتت الحيازات.
ونوهت أن المزارع المبنية على الأراضي الصحراوية المستصلحة تميل إلى أن تكون مشاريع زراعية متكاملة تمامًا تركز على التصدير.
ولفتت إلى أن هذه المزارع الحديثة تكون عادة كبيرة، تصل إلى 4000 هكتار أو أكثر، وتستخدم ممارسات الإنتاج المعتمدة على التكنولوجيا، وتخزين سلسلة التبريد المتقدمة، ومصانع التعبئة الآلية الكبيرة.
وتمثل منطقة النوبارية الغالبية العظمى من الإنتاج الزراعي في الأراضي المستصلحة، حيث تمثل حوالي 65% من إجمالي إنتاج العنب المصري.
وتواصل الشركات المصرية التوسع في إنتاج العنب بسبب القيمة العالية للصادرات. علاوة على ذلك، فإن توفر المياه ليس مشكلة في مناطق إنتاج العنب حيث إن الأصناف مقاومة ويتم تطبيق أنظمة الري بالتنقيط.
ولفتت إلى أن المزارعين الكبار يبحثون بشكل منتظم عن أصناف جديدة يتم تقييمها لملاءمتها للتربة والظروف البيئية.
ويركز المزارعون على زيادة الغلة وتحسين الجودة، بالإضافة إلى تمديد فترة صلاحية منتجاتهم (خاصة الأصناف المتوسطة أو المتأخرة).
كما أن مزارع التصدير الكبيرة حريصة على ضمان الامتثال لمتطلبات الاستيراد في الأسواق الأجنبية، خصوصًا في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، لضمان قدرتها التنافسية في التصدير.
وقالت إن المناخ المصري مثالي لإنتاج العنب، فالشتاء المعتدل، والصيف الحار، وعدد الأيام الدافئة الخالية من الصقيع عبر العام، توفر ظروفًا مثالية لكروم العنب خلال الموسم.
ونوهت أن المناخ في موسم 2024 ساهم تحقيق جودة عالية جدًا من الأصناف البيضاء والحمراء من حيث الحجم والوزن واللون، ومع ذلك، لا تزال الحرارة الزائدة والجفاف من المخاوف بالنسبة لمنتجي العنب.
وتوقعت أن يصل الاستهلاك المحلي للعنب الطازج إلى 1.41 مليون طن في عام التسويق 2024/2025، بزيادة طفيفة عن العام السابق.
وعزت زيادة الاستهلاك بشكل رئيسي إلى نمو السكان وزيادة عدد المهاجرين من الدول المجاورة، وخاصة السودان.
ويعتمد استهلاك العنب المحلي في مصر بشكل كبير على الإنتاج المحلي وأسعاره التنافسية مقارنة بالفواكه الأخرى مثل المانجو، التي تعد أيضًا محصولًا صيفيًا رئيسيًا.
وأشارت إلى أن مصر تسعى إلى تعزيز صادراتها من العنب بشكل كبير، حيث تتطلع إلى زيادة حصتها في الأسواق الدولية.
وتمثل صادرات العنب المصري حوالي 6.5% من إجمالي الصادرات الزراعية المصرية، وهي واحدة من أكثر الفواكه تصديرًا بعد الموالح والبطاطس.
وفي موسم 2023/24، بلغ حجم صادرات العنب المصري حوالي 295,000 طن، بزيادة 5% مقارنة بالعام السابق، واحتلت الأسواق الأوروبية والشرق الأوسط مكانة هامة في هذا الصدد، حيث كانت فرنسا وألمانيا والسعودية من أكبر الأسواق المستقبلة للعنب المصري.
وقالت الوزارة إنه على الرغم من النمو المستمر في صادرات العنب، فهناك العديد من التحديات التي قد تواجه هذا القطاع، أبرزها ارتفاع تكاليف الإنتاج، مثل تكلفة الأسمدة والعمالة، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي قد تؤثر على المحاصيل.
كما يعاني قطاع التصدير من تذبذب أسعار النقل البحري، ما يجعل بعض الصفقات التجارية أكثر تكلفة، مما قد يؤثر على القدرة التنافسية في الأسواق الدولية.
وقالت إنه إلى جانب هذه التحديات، توجد فرص كبيرة لتعزيز الصادرات من خلال فتح أسواق جديدة وزيادة الإنتاج في المناطق التي تتمتع بإمكانيات كبيرة مثل النوبارية.
وأشارت إلى أنه يمكن أيضًا تحسين عمليات التعبئة والتخزين لزيادة عمر التخزين وضمان جودة المنتج عند وصوله إلى الأسواق العالمية.
وقالت إنه مع تحسن الإنتاج والتوسع في الأراضي الجديدة والتطور المستمر في ممارسات الزراعة، من المتوقع أن يستمر قطاع العنب المصري في النمو والتوسع.
وأشارت إلى أنه سيظل التركيز على تصدير الأصناف ذات الجودة العالية التي تتناسب مع احتياجات الأسواق العالمية، كما يُتوقع أن يساهم تطوير تقنيات الري والزراعة في مواجهة تحديات المناخ وزيادة الإنتاجية.
ونوهت أنه لتجاوز تحديات النقل، استثمرت الحكومة المصرية، بالتعاون مع القطاع الخاص، في تطوير لوجستيات سلسلة التبريد لتسهيل الوصول إلى السوق الأوروبي.
ووقعت الحكومة المصرية اتفاقية مع إيطاليا لنقل المنتجات الطازجة من خلال نظام “رول-أون/رول-أوف” (Ro-Ro) بين ميناءي دمياط وترييستي.
وقالت إن مصر تستورد كمية صغيرة جداً من العنب، وغالباً ما يتم بيعه بأسعار مرتفعة في المتاجر المتخصصة.
أضافت أنه في العام التسويقي 2024/2025، من المتوقع أن تظل الواردات المصرية منخفضة عند 2,000 طن، مماثلة للعام السابق.