إقتصاد مصر

تفاؤل حذر في الأسواق العالمية مع استئناف المحادثات التجارية الصينية الأمريكية

يترقب المستثمرون حول العالم نتائج المحادثات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين في جنيف، وسط آمال بأن تسهم هذه الجولة في تهدئة التوترات التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، رغم أن التوقعات بشأن تحقيق تقدم ملموس لا تزال محدودة.

وأشار تقرير صادر عن صحيفة “ذا ديلي ستار” إلى أن الاجتماعات، التي استُؤنِفَت صباح اليوم الأحد في سويسرا، تعد من أبرز التطورات منذ أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية واسعة النطاق في 2 أبريل، الأمر الذي تسبب في اضطراب واسع في التجارة العالمية وأدى إلى تقلبات حادة في الأسواق المالية.

وأوفد البلدان ممثلين رفيعي المستوى إلى جنيف، ضمَّا وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، والممثل التجاري جيميسون جرير، إلى جانب نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ، في مؤشر على أهمية هذه المحادثات بين الطرفين.

ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاوضات بأنها كانت “جيدة جداً”، مشيراً إلى أنها تمثل “إعادة ضبط كاملة تم التفاوض عليها بروح ودية وبناءة”.

وأضاف “ترامب” – في منشور على منصة “تروث سوشيال” مساء السبت – “نرغب في رؤية انفتاح أكبر من جانب الصين تجاه الأعمال الأمريكية، لما فيه مصلحة البلدين”، مؤكداً أن “تقدماً كبيراً قد تم إحرازه”.

ورغم هذا التفاؤل، يبقى الحذر سائداً في الأوساط الاقتصادية، وسط ترقب لما ستؤول إليه هذه الجولة من المحادثات.

وفي الأسابيع الأخيرة، أبدى المستثمرون تفاؤلاً بأن السيناريوهات الأسوأ في الحرب التجارية لن تتحقق، مشيرين إلى بوادر خفض للتصعيد بين البلدين، ما ساعد على دعم تعافي الأسهم.

ورغم توقعات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية تخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، وإعلانه عن اتفاق تجاري جديد مع بريطانيا يوم الخميس، لا يزال العديد من المحللين متحفظين إزاء احتمالات تحقيق اختراق حقيقي في المحادثات الجارية هذا الأسبوع في جنيف.

وتشير التقديرات، وفقاً للتقرير، إلى أن المفاوضات ستستغرق وقتاً طويلاً، مع تركيز الأطراف في المرحلة الحالية على تجنب مزيد من التصعيد بدلاً من التوصل إلى اتفاق شامل.

وقال تييري ويزمان، الخبير الاستراتيجي لدى “ماكواري”، إن “فرص التوصل إلى تسوية كبرى بين واشنطن وبكين لا تزال محل شك كبير”.

وأغلقت الأسواق المالية الأسبوع الماضي على تراجع طفيف وسط حالة من الترقب والهدوء الحذر قبيل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات.

وكانت التوترات قد تصاعدت الشهر الماضي بعد أن رفعت واشنطن الرسوم الجمركية على جميع الواردات الصينية إلى 145%، ما دفع بكين إلى الرد بزيادة الرسوم على السلع الأمريكية إلى 125%.

وأثار ترامب يوم الجمعة بعض الآمال في التهدئة، بعدما لمح إلى إمكانية خفض الرسوم إلى 80%، في أول إشارة علنية إلى احتمال تخفيف القيود المفروضة، وهو ما أنعش الآمال بتحقيق تقدم جزئي.

ورغم تمكن مؤشر S&P 500 من تعويض معظم خسائره الحادة التي تكبدها عقب إعلان الرسوم الجمركية في أبريل، فإن الشركات لا تزال تُحذّر من تأثير هذه التوترات التجارية على أرباحها المستقبلية. ولا يزال المؤشر منخفضاً بنحو 8% مقارنة بذروته في فبراير، و4% منذ بداية العام.

كما تعكس مؤشرات مثل “مؤشر تقلبات السوق” (VIX) استمرار حالة القلق، حيث تراجع عن أعلى مستوياته الأخيرة لكنه لا يزال فوق المتوسط الطويل الأجل، مما يدل على ترقب حذر يسود الأسواق.

ويتوقع خبراء السوق استمرار التقلبات في المرحلة المقبلة، مؤكدين أن الأسواق لم تُسعّر بالكامل بعد احتمالات فشل المحادثات، وهو ما قد يؤدي إلى موجات جديدة من الاضطرابات في حال تعثر المفاوضات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى