أعطال طلمبة البنزين تُنعش حركة صيانة السيارات

ارتفعت خلال الأسبوعين الماضيين شكاوى مالكي السيارات من أعطال متكررة في طلمبة البنزين، ما أدى إلى نشاط ملحوظ في مراكز الصيانة، وسط تساؤلات حول جودة الوقود المستخدم واعتماد بعض الورش على قطع غيار غير أصلية.
ورغم نفي وزارة البترول وجود خلل في مواصفات البنزين المتداول، فإن خبراء الصيانة أرجعوا تفاقم المشكلة إلى أسباب متنوعة، أبرزها تفويل الخزان بالكامل، أو تركه شبه فارغ لفترات طويلة، واستخدام طلمبات منخفضة الجودة، مما ساهم في تسريع وتيرة الأعطال.
على: متوسط عدد العملاء ارتفع إلى 18 سيارة خلال أسبوعين
قال مصطفى علي، مدير خدمات ما بعد البيع بشركة “إكسبريس مصر”، إن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعًا في الطلب على خدمات فحص واستبدال مضخات الوقود، حيث سجل المركز نحو 18 سيارة شهريًا مقارنة بـ10 سيارات في السابق، نتيجة أعطال تؤثر على تشغيل المحرك بسبب تلف طلمبة البنزين.
وأضاف أن الطلمبة تُعد من الأجزاء الحيوية التي يعتمد عليها محرك السيارة لضمان تدفق الوقود اللازم للتشغيل، مشيرًا إلى أنه لا يوجد تأكيد حتى الآن على أن الأعطال ناتجة عن استخدام وقود غير مطابق للمواصفات.
أوضح أن الضمان يغطي تكلفة تغيير قطع الغيار، إلا في حال أظهر الفحص الفني أن العطل ناجم عن سوء استخدام، ففي هذه الحالة يتحمل العميل التكلفة.
فرغلي: الأعطال تظهر خلال 3 أيام من تفويلة السيارة والمعروض يغطي الطلب المتزايد
قال ناصر فرغلي، رئيس مجلس إدارة شركة التكنولوجيا الحديثة لصيانة السيارات، إن المركز شهد إقبالًا متزايدًا من العملاء الراغبين في تغيير طلمبة البنزين منذ بداية الأسبوع الماضي وحتى الآن.
أشار إلى أعطال طلمبات البنزين تظهر خلال 3 أيام من تزويد السيارة بالوقود ولكن المعروض من الطلمبات يغطي فترة الطلب المتزايد.
وأرجع فرغلي السبب في هذه الأعطال إلى عدة عوامل، أبرزها الاعتماد المستمر على القيادة بخزان وقود شبه فارغ، ما يمنع تبريد الطلمبة ويؤدي إلى تلفها، بالإضافة إلى إهمال تغيير فلتر البنزين وتراكم الشوائب في الخزان، وهو ما يزيد من احتمالية تعطل المضخة.
وأكد أن البنزين غير المطابق للمواصفات قد يتسبب في تآكل الصمامات الداخلية للمحرك، وظهور لمبة “Check Engine”، وزيادة في استهلاك الوقود، بجانب ضعف في الأداء، وتقطيع مفاجئ، أو توقف السيارة أثناء القيادة.
عرفات: اعتماد مراكز صيانة على طلمبات رديئة أحد أسباب تفاقم المشكلة
في سياق متصل قال حسام عرفات، أستاذ هندسة البترول ورئيس الشعبة العامة للمواد البترولية سابقًا بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن جميع المنتجات البترولية يتم تحليلها داخل المعامل المتخصصة باستخدام أحدث التقنيات، وتخضع لرقابة صارمة من وزارتي البترول والتموين قبل طرحها في السوق.
وأشار إلى أن بعض الأعطال التي ظهرت مؤخرًا قد تكون ناتجة عن تركيب طلمبات رديئة الجودة من قبل بعض مراكز الصيانة.
وأوضح أن بعض هذه الطلمبات غير أصلية، وتؤثر سلبًا على أداء السيارة، خاصةً مع انخفاض مستوى الوقود في الخزان، ما يرفع من سخونة الطلمبة ويؤدي إلى تلفها في وقت أسرع.
لفت إلى أن تفويل الخزان بشكل كامل قد يمنع تفاعل المادة المضافة إلى البنزين مع المضخة، ما يعجل بتلفها، مضيفًا أن تراكم الشوائب في قاع الخزان مع عدم تنظيفه بشكل دوري يؤدي إلى سحبها عبر الطلمبة، وهو ما يُضعف عمرها الافتراضي ناصحا أصحاب السيارات بالاعتماد على محطات وقود موثوقة ومعتمدة.
وكانت وزارة البترول والثروة المعدنية قد أعلنت في بيان رسمي أمس أن جميع المنتجات البترولية، بما في ذلك البنزين المسوق محليًا، تخضع لرقابة وفحوصات دورية دقيقة ضمن عمليات الإنتاج والتوزيع المختلفة لضمان مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية.
أكدت الوزارة أن نتائج تحاليل عينات البنزين، سواء المسوقة محليًا أو التي يتم سحبها بشكل مستقل على مستوى الجمهورية بواسطة المفتشين المحايدين من الجهات المعتمدة عالميًا، أوضحت حتى تاريخه مطابقة جميع العينات للمواصفات القياسية المصرية، سواء من مستودعات شركات التوزيع أو شركات التكرير المنتجة.