رئيس مزايا للتطوير : المنافسة في السوق العقاري المصري وصلت إلى مستويات غير مسبوقة

قال محمد علام، رئيس مجلس إدارة شركة “مزايا” للتطوير العقاري، إن المنافسة في السوق العقاري المصري وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يدخل السوق سنويًا نحو 10 آلاف شركة جديدة، مقارنةً بعدد أقل بكثير في الفترات السابقة. وأوضح أن توسع القطاع العقاري، الذي يُعد قاطرة للتنمية الاقتصادية، فتح المجال أمام الشركات لتحقيق فرص كبيرة للتوسع والنجاح.
وأضاف علام خلال اتصال هاتفي ببرنامج “اللي بني مصر” مع الإعلامية مروة الحداد على راديو مصر، أن قطاع العقارات يُعد من أبرز القطاعات الاقتصادية حاليًا، حيث يرتبط بعشرات الحرف والمهن والصناعات، ويوفر آلاف فرص العمل في مجالات مثل مواد البناء، الخدمات المساندة، المقاولات، واستيراد المواد الخام.
وأشار إلى أن دخول عدد كبير من الشركات إلى السوق يُعد أمرًا إيجابيًا، مؤكدًا أنه لا يوجد نموذج واحد للنجاح. وأوضح أن المفتاح يكمن في فهم كل مطور لإمكانياته وقدراته وأهدافه من التواجد في السوق. على سبيل المثال، هناك شركات تبدأ بمشروع واحد وتنتظر تسليمه قبل الشروع في مشروع جديد، مما يمكنها من تقييم التجربة بدقة وبناء سمعة جيدة مع العملاء. في المقابل، هناك شركات تقدم عدة مشروعات في وقت واحد وتتمكن من ضبط معدلات التنفيذ لتتناسب مع توقعات العملاء، مع تقديم منتجات متنوعة بجودة عالية دون تأخير أو مشاكل.
وأكد علام على أهمية تقديم خدمة ما بعد البيع بشكل محترم، مشيرًا إلى أن القدرات المالية للشركات، خاصة الحديثة منها التي تعمل في السوق منذ أقل من خمس سنوات، تكون محدودة. وأوضح أن بعض الشركات تلجأ إلى تقسيط قيمة الوحدات على فترات زمنية طويلة لتتناسب مع الأوضاع الاقتصادية، مما قد يؤدي إلى عدم تغطية تكاليف المشروع بحلول موعد التسليم إذا لم تتم دراسة الأمور بعناية.
وأضاف أن الشركات العقارية تقوم بثلاثة أدوار رئيسية: أولها دور المطور العقاري المسؤول عن تنفيذ المشروع، وثانيها دور الإدارة لضمان تحقيق أفضل عائد مالي للعملاء، وثالثها دور التمويل الذي يشبه دور البنوك في تقسيط مدفوعات العملاء على فترات طويلة. وأشار إلى أن هذه الأعباء الكبيرة قد تؤثر على أداء المطور إذا تجاوزت قدراته المالية، مما قد يعرض عمله الأساسي للخطر.
وتحدث علام عن مفهوم النجاح في القطاع العقاري، موضحًا أن بعض الشركات تعتبر بيع جميع وحدات المشروع بمثابة نجاح، لكنه حذر من أن هذا النهج قد يكون محفوفًا بالمخاطر إذا لم يتم اتخاذ إجراءات تحوطية لمواجهة أي زيادات سعرية أو تحديات أخرى. وأشار إلى أن بعض العملاء أصبحوا يشعرون بالقلق إذا علموا أن الشركة باعت جميع الوحدات قبل الانتهاء من التنفيذ، حيث يفضلون التعامل مع مطورين يدرسون السوق بعناية ويتحركون بخطوات ثابتة.
وشدد على أن الفترة المقبلة ستشهد عمليات اندماج أكبر بين الشركات العقارية لتعزيز تنويع المحافظ المالية، محذرًا من أن العديد من الشركات الصغيرة قد تخرج من السوق إذا لم تتخذ إجراءات استباقية. وأكد على أهمية أن يحتفظ كل مطور بنسبة ملكية في مشروعاته، مع تجنب خلط موارد المشروعات المختلفة.
وأوضح أن إدارة الموارد المالية بشكل صحيح هو المفتاح لنجاح الشركات، خاصة في ظل المنافسة الشديدة في السوق العقاري. وأشار إلى أن الشركات التي تبيع مشروعًا واحدًا بشكل خاطئ قد تواجه صعوبات حتى لو كانت مشروعاتها الأخرى ناجحة.
واختتم علام بالتأكيد على أن نجاح الشركة يعتمد على قدرتها على الوفاء بتعهداتها، وتنفيذ المشروعات بالكامل، مع مراعاة المتغيرات الاقتصادية المتكررة. وأكد على أهمية اتخاذ إجراءات تحوطية لمواجهة أي مخاطر تتعلق بارتفاع تكاليف التنفيذ، بالإضافة إلى تخصيص جزء من أرباح الشركة لضمان استمرارية العملاء على المدى الطويل بسبب فترات التقسيط الممتدة.