البرسيم الحجازي المصري يغزو أسواق الخليج

تسعى شركات الحاصلات الزراعية لزيادة الكميات المصدرة من البرسيم الحجازى لدول الخليج خلال العام الجارى، بدعم من جودته وأسعار التنافسية مقارنة بدول أخرى.
وارتفعت صادرات مصر من محصول البرسيم الحجازي مؤخرًا لدول كثيرة في مقدمتها الإمارات والسعودية، على خلفية توقف الصادرات السودانية جراء الحرب الأهلية، حيث كانت من أكبر الدول المصدرة له.
في عام 2023، سجلت صادرات مصر من أعلاف البرسيم الحجازي حوالي 60.49 مليون دولار، بزيادة ملحوظة مقارنة بالعام السابق 2022 الذي بلغت صادراته نحو 38.37 مليون دولار، وفقًا للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية.
ويقدر إجمالي إنتاج مصر من البرسيم الحجازي حوالي 3.05 مليون طن، حيث ترتكز زراعته في الوادي الجديد (توشكى وشرق العوينات) بمعدل إنتاج يصل لنحو 1.7 مليون طن، والنوبارية بنحو 251,958 طن، ومطروح بنحو 88,920 طن، وفق وزارة الزراعة.
قال حسين أبوصدام نقيب الفلاحين، إن زراعة محصول البرسيم الحجازي في مصر تمتد على مساحات يتراوح متوسطها من 200 إلى 600 ألف فدان سنويًا .
أبوهبي: الإمارات طلبت استيراد 2000 طن بقيمة 800 ألف دولار
وكشف أحمد أبوهبي رئيس مجلس إدارة «أوفر سيز» للتجارة للحاصلات الزراعية، أن الشركة تعاقدت على تصدير ألفي طن من البرسيم الحجازي لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيمة 800 ألف دولار خلال الفترة المقبلة.
وقال لـ«البورصة»: إن الشركة تصدر 100% من الإنتاج لدول الخليج وأوروبا وبعض دول أمريكا اللاتينية، وتسعى لدخول أسواق جديدة في أفريقيا وعدد من الدول العربية الأخرى.
وطالب « أبوهبي» بتخفيض سعر الفائدة التى تصل إلى 30% بالبنوك للحصول على تمويلات بهدف مضاعفة الكميات المصدرة للشركة، وتسهيل المشاركة في المعارض الخارجية بالتنسيق مع السفارات ومكاتب التمثيل التجاري.
رمضان: نستهدف دخول السوق الصيني بدعم من وفرة الكميات المزروعة
من جانبه، قال محسن رمضان، مدير شركة المحسن لتجارة البرسيم الحجازي: إن دول الخليج مثل الإمارات وقطر والكويت وعمان بالإضافة إلى تركيا، هي الأكثر استقبالا للصادرات المصرية خلال العام الحالي .
وأوضح أن الشركات المصدرة للبرسيم الحجازي تسعى لدخول السوق الصيني، بدعم من وفرة الكميات المزروعة، لكونها من أكبر الدول استيرادًا لهذا النوع من العلف، نظرًا لجودته وغناه بالبروتين والمعادن المهمة للماشية.
وتستحوذ الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا على صادرات البرسيم الحجازي عالميًا، بينما أكبر مستوردي العالم هي الصين واليابان والإمارات والسعودية وفقًا لبيانات موقع موردور انتليجنس.
عرفات: صادرات شركتنا للسعودية تجاوزت ألف طن فى 3 أشهر
وقال المهندس أحمد عرفات رئيس مجلس إدارة شركة إجروفاجن للحاصلات الزراعية: إن الشركة تستهدف زراعة 2200 فدان شرق العوينات بمحصول البرسيم الحجازي، خلال العام الحالي، وذلك بحجم استثمارات يصل لنحو 300 ألف دولار .
وكشف أن الشركة نجحت في تصدير نحو ألف و104 أطنان برسيم حجازي إلى السعودية خلال الثلاثة أشهر الماضية، بقيمة 840 ألف دولار، وذلك بدعم من توافر مواصفات هيئة سلامة الغذاء والدواء.
وأوضح «عرفات»، أن توافر بذور البرسيم بالسوق المحلي دفع المزارعين لزراعة كميات كبيرة تغطي السوق المحلي وتصدير الفائض إلى الخارج .
وأشار إلى أن السوق السعودي يسحب كميات كبيرة من البرسيم الحجازي تصل إلى مليون ونصف طن سنويًا، لافتًا إلى أن جميع المساحات المزروعة حاليًا باتت محجوزة تقريبًا للتصدير إلى المملكة خلال شهر يونيو المقبل، بمتوسط 150 إلى 220 حاوية.
وذكر «عرفات»، أن المساحات الزراعية المخصصة لزراعة البرسيم الحجازي تتميز بجودة التربة مما يعزز تنافسية البرسيم المصري في الأسواق الخارجية، منوهًا إلى أن الشركة تعتمد حاليًا على البحر المتوسط والنقل البري في الوصول إلى الأسواق العربية والأفريقية، لافتًا إلى أن منطقة توشكى وحدها تنتج نحو 850 ألف طن سنويًا.
يعتبر البرسيم الحجازي مصدرًا غنيًا بالبروتين والفيتامينات والمعادن والألياف، مما يساهم في تحسين تغذية الحيوانات وزيادة إنتاجها من الحليب واللحوم، ويساهم في توفير جزء كبير من تكلفة شراء الأعلاف التقليدية، خاصة مع ارتفاع أسعارها.
كما تشير بعض التقديرات إلى أنه يمكن أن يوفر حوالي 40-60% من تكلفة الأعلاف، ويعمل على تثبيت النيتروجين الجوي في التربة، مما يزيد من خصوبتها ويقلل الحاجة إلى الأسمدة النيتروجينية.