إقتصاد مصر

الفضة تزاحم الذهب فى سباق الملاذات الآمنة.. وصناديق استثمارية قيد الدراسة

شهدت أسعار الفضة تقلبات ملحوظة منذ بداية العام الجاري عكست حالة من الترقب والاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين، فقد ارتفع سعر الأونصة بنسبة 23% منذ مطلع العام وحتى الآن، مدفوعًا بالطلب المتزايد عليها في الأسواق العالمية سواء على الجانب الصناعي أو الاستثماري، قبل أن يتراجع في بعض الفترات بفعل تصحيحات سعرية مرتبطة بالمضاربات وظروف السوق، فضلاً عن مخاوف الركود نتيجة “الحرب التجارية” بين الولايات المتحدة والصين.

أما على الصعيد المحلي، فقد شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 32.3% منذ بداية عام 2024، مدفوعة بنمو الطلب الاستثماري والصناعي من جهة، ونقص المعروض من جهة أخرى، وقد انعكست هذه الزيادة في أسعار الجرام بمختلف الأعيرة، حيث بلغ سعر الجرام عيار 800 نحو 48.75 جنيه، بينما سجل الجرام عيار 925 نحو 56.50 جنيه، وعيار 999 حوالي 61 جنيهًا، كما سجل الجنيه الفضة عيار 925 مستوى 452 جنيهًا.

ويُعزى هذا الارتفاع إلى تزايد الإقبال على شراء سبائك الفضة كبديل للذهب الذي سجل مستويات غير مسبوقة، بالإضافة إلى محدودية الإنتاج المحلي، وارتفاع الطلب من قبل الشركات المصنعة التي عجز بعضها عن تلبية الطلبيات نتيجة الضغط المتزايد.

وفى سياق متصل، أغلقت العقود الآجلة للفضة تعاملاتها في 9 أبريل عند مستوى 30.42 دولارًا للأونصة، متراجعة بنسبة 12% مقارنة بـ2 أبريل -“يوم التحرير” الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية على جميع دول العالم- حين بلغت 34.65 دولارًا، ما يعكس مدى تذبذب الأسعار في ظل التحولات الاقتصادية العالمية وعدم اليقين الجيوسياسي.

اقرأ أيضا: الذهب يسجل مكاسب أسبوعية بأكثر من 3% عند التسوية

وبحسب تقرير صادر عن معهد الفضة الدولي، يُتوقع أن يرتفع الاستثمار المادي في بنسبة 3% خلال الفترة المقبلة، بدعم من التحسن المتوقع في الاستثمارات الجديدة. في المقابل، أشار المعهد إلى أن الطلب العالمي على أدوات المائدة المصنوعة من الفضة قد يتراجع بنسبة 16% في عام 2025 نتيجة انخفاض الإنتاج في الهند بسبب ارتفاع الأسعار.

كما توقع بنك جي بي مورجان أن يرتفع سعر أونصة الفضة إلى نحو 38 دولارًا خلال عام 2025، فيما أشار البنك الدولي إلى إمكانية زيادة السعر بنسبة 7% خلال العام الجاري.

وسط هذا الزخم، يتزايد التساؤل حول ما إذا كانت الفضة على أعتاب الدخول إلى ساحة الأدوات الاستثمارية التقليدية التي يُحتَمى بها، عبر تأسيس صناديق استثمارية متخصصة، أم أن الذهب سيظل منفردًا بالصدارة، باعتباره الملاذ الآمن بلا منافس.

أبوالسعد: ديناميكيات الاستثمار في الذهب مختلفة كليًا

قال أحمد أبوالسعد، العضو المنتدب لشركة أزيموت لإدارة الأصول، إن تأسيس صناديق استثمار في الفضة يختلف في طبيعته عن الذهب، حيث إن ديناميكيات الاستثمار في المعدنين متباينة جذريًا، وبيّن أن الذهب لطالما اعتُبر وعاءً استثماريًا بامتياز، في حين يميل المعدن الأبيض لأن يكون معدنًا ذا طابع صناعي أكثر منه استثماري.

رشاد: الفضة تواجه تحديات تتعلق بارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بالذهب

من جانبه، أشار إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، إلى أن الفضة تواجه تحديات تتعلق بارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بالذهب، وهو ما قد ينعكس على مصاريف تشغيل صناديق الاستثمار الخاصة بها. وأوضح أن المستثمر في الذهب يختلف عن مستثمر الفضة، لاختلاف دوافع الشراء؛ فالذهب أداة للتحوط، بينما يدخل المعدن الأبيض في الاستخدامات الصناعية.

وتُظهر التجارب العالمية نماذج ناجحة لصناديق استثمارية في الفضة، أبرزها صندوق Global X Silver Miners ETF الذي تأسس في عام 2010 ويغطي أسواق الولايات المتحدة، كندا، أمريكا اللاتينية، والمملكة المتحدة، وحقق عوائد بنسبة 27.36% منذ بداية العام الجاري. كما تم إطلاق صندوق iShares MSCI Global Silver Miners ETF عام 2012، ويغطي أسواق الولايات المتحدة، أمريكا اللاتينية، وأفريقيا، وبلغ العائد السنوي له حتى الأول من مايو 27.07%.

نجلة: ضبط آليات الاستثمار في المعدن أولوية قبل التوجه لتأسيس الصناديق

ويرى محمود نجلة، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية، أن التوصيات الإيجابية الحالية للاستثمار في الفضة يجب أن تُدعم بضبط آليات الاستثمار قبل التفكير في تأسيس صناديق محلية. وأكد أن المعدن الأبيض لا يُعتبر أداة ادخار قوية مثل الذهب، كما أنه يواجه تحديات في التسعير يجب حلها أولًا.

نجم الدين: ارتفاع أسعار الذهب يوجه دفة صغار المستثمرين نحو الفضة

في سياق متصل، أفاد محمود نجم الدين، رئيس شركة نجم الدين لتجارة الذهب والفضة، بأن الطلب على الفضة شهد ارتفاعًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، خاصة على السبائك، بالتزامن مع وصول أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، وأشار إلى أن المعدن الأبيض أصبحت سهلة التداول بسياسات تنظيمية واضحة، مشيرًا إلى أن أسعارها باتت تتضاعف سنويًا نتيجة النمو السريع في الطلب الصناعي.

وأوضح أن هناك فجوة بين السعر المحلي والعالمي للفضة تُقدر بنحو 3 جنيهات للأوقية نتيجة ارتفاع معدلات الطلب مقارنة بالإنتاج، مشيرًا إلى أن بعض الشركات المصنعة لم تتمكن من تلبية الطلبيات وأخرى اضطرت لإلغائها.

وبحسب تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن»، ارتفعت أسعار الفضة في الأسواق المحلية بنسبة 6.7% خلال أبريل الماضي، رغم تراجع سعر الأوقية عالميًا بنسبة 4.6%، وسط تقلبات اقتصادية وجيوسياسية متزايدة. ويشير تجار سوق الصاغة إلى أن السبائك استحوذت على ما بين 10% و15% من حجم الطلب منذ بداية العام، نتيجة ارتفاع أسعار الذهب وانخفاض القوة الشرائية، ما جعل المعدن الأبيض خيارًا بديلًا للمستثمرين.

عبدالله: توقعات بارتفاع أسعار الفضة لدخولها فى العديد من الصناعات الإلكترونية

وختامًا، توقع ممدوح عبدالله، عضو شعبة صناعة الذهب والمجوهرات باتحاد الصناعات، استمرار الارتفاع في أسعار الفضة خلال الفترة المقبلة نتيجة استخدامها المتزايد في الصناعات الإلكترونية والهندسية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الذهب سيظل الملاذ الآمن الأول للمستثمرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى