إقتصاد مصر

قفزة في أسعار جوز الهند وسط نقص المعروض والطقس السيئ

عندما أعدّت عائلة محمد فهمي فات في كوالالمبور نصف كمية الطعام المعتادة فقط خلال احتفالات عيد الفطر الأخيرة، كان السبب، بحسب قوله، هو النقص المستمر في جوز الهند، وهو مكوّن أساسي في العديد من المطابخ الآسيوية.

وقال فهمي، مدير مطعم يبلغ من العمر 45 عاماً: “لم يتوفر حليب جوز الهند الطازج خلال العيد”، مضيفاً أنه اضطر لتقليل كميات أطباقه المميزة مثل “بيف رندانغ”، وتابع: “تمكنت فقط من شراء ثلاث عبوات بدلاً من ست، ولم تكن كافية”.

تسبّب الطقس السيئ في بعض من أكبر الدول المنتجة لجوز الهند في تراجع الإنتاج، مما أدى إلى تقلص الإمدادات العالمية، وارتفاع الأسعار إلى الضعف في بعض المناطق. وتدرس دول منتجة مثل الفلبين وإندونيسيا فرض قيود على الصادرات، فيما يُنصح المستهلكون بالتحول إلى بدائل لهذا المكوّن الذي يُستخدم في الطهي اليومي وفي مجموعة واسعة من المنتجات مثل الحليب النباتي ومشروبات الطاقة.

تراجع حاد في الإنتاج

وتتوقع الفلبين، أكبر منتج لجوز الهند في العالم، انخفاضاً في الإنتاج بنسبة 20% هذا العام، وذلك نتيجة لسنتين متتاليتين من الظروف المناخية القاسية -من الجفاف إلى الأعاصير- التي أضعفت الأشجار في المزارع الساحلية الجنوبية، وهي من بين أهم مناطق التصدير في البلاد.

وقال هنري رابيروغا، رئيس العمليات التنفيذي لشركة “أكسيليوم ريسورسيس” (Axelum Resources)، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “السبب الرئيسي لانخفاض المعروض هو التغير المناخي”، مشيراً إلى أن “هذه الظواهر المناخية أدت إلى تراجع المحاصيل وتأخر الحصاد وصعوبة تنقّل المزارعين”.

قالت هيئة جوز الهند الفلبينية إنها تُجري محادثات مع المنتجين بشأن تخصيص جزء من زيت جوز الهند للاستهلاك المحلي قبل السماح بتصديره. وأوضحت الهيئة في بيان: “تهدف هذه الخطة إلى تأمين الإمدادات المحلية واستقرار الأسعار دون التأثير على التزاماتنا التصديرية”.

وأشار رابيروغا إلى أن دولاً أخرى مثل إندونيسيا وتايلندا وفيتنام تواجه أيضاً نقصاً في المعروض بسبب الظروف الجوية وزيادة الاستهلاك المحلي.

فرض حظر تصدير

في إندونيسيا، ثاني أكبر منتج عالمياً، اقترحت وزارة الصناعة فرض حظر تصدير لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر، إلى جانب رسوم على الشحنات الصادرة وتحديد أسعار مرجعية، سعياً لاحتواء الأسعار المحلية التي قفزت بنسبة 150% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وفي سريلانكا، تضاعفت الأسعار في المزادات الأسبوعية بالعاصمة خلال العام الماضي، نتيجة انخفاض المحاصيل بسبب الطقس السيئ وانتشار الأمراض. وفي فبراير الماضي، وافقت الحكومة على طلب المنتجين باستيراد أنوية جوز الهند لتخفيف الضغوط على السوق.

في الوقت ذاته، من المتوقع أن يستمر الطلب العالمي في الارتفاع، بفضل السمعة المتزايدة لجوز الهند كخيار نباتي ولذيذ وخالٍ من اللاكتوز. وأشارت شركة “أكسيليوم” إلى أن الولايات المتحدة تمثّل أكبر سوق لها، مع تزايد الطلب أيضاً في أوروبا وأميركا اللاتينية.

كما تزداد شعبية المنتجات المشتقة من جوز الهند، مثل الزيت والحليب والرقائق المجففة، بفضل الاتجاهات المتنامية نحو الصحة والاستدامة. وتتوقع “الجماعة الدولية لجوز الهند” ارتفاع استهلاك زيت جوز الهند هذا العام قليلاً ليصل إلى 3.23 مليون طن، مقارنة بـ3.2 مليون طن العام الماضي، مع تصدّر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين لقائمة المستوردين.

انخفاض المخزونات العالمية

تتوقع وزارة الزراعة الأميركية أن تنخفض المخزونات العالمية من زيت جوز الهند في نهاية موسم 2024-2025 إلى أدنى مستوى لها خلال أربع سنوات. وقد أدّى هذا الشح بالفعل إلى ارتفاع أسعار زيت جوز الهند، التي تضاعفت منذ عام 2023 لتصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات، عند 2658 دولاراً للطن، بحسب بيانات “كوموديتي 3”.

دفع هذا بعض التجار في ماليزيا إلى إغلاق أعمالهم مؤقتاً، فيما دعت وسائل إعلام محلية المستهلكين إلى استخدام بدائل مثل كريمة الطبخ أو الزبادي في إعداد الكاري والصلصات والحلويات.

لكن بالنسبة لمدير المطعم فهمي، فهذه البدائل ببساطة لا تعوّض غياب جوز الهند. وقال: “حليب جوز الهند هو نبض المطبخ الماليزي. إذا غيّرته أو استبدلته، فسيفسد الطعم تماماً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى