إقتصاد مصر

الولايات المتحدة مهددة بخسارة 21 مليار دولار من صادرات السفر

تراجع عدد الزوار الأجانب القادمين إلى الولايات المتحدة جواً بنحو 10% في مارس مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وبنحو 13% مقارنة بفترة ما قبل الجائحة، ليصل إلى 4.54 مليون شخص، وذلك وفقاً لبيانات صادرة عن إدارة التجارة الدولية التابعة لوزارة التجارة الأمريكية.

يُعزى جزء من هذا الانخفاض إلى حلول عطلة عيد الفصح في مارس من العام الماضي، مما أدى إلى تغيير مواعيد بعض العطلات هذا العام.

ومع ذلك، ارتفع عدد المواطنين الأمريكيين المسافرين جواً إلى الخارج بنسبة 1.6% مقارنة بمارس الماضي، وبزيادة قدرها 22% مقارنة بعام 2019، ليصل إلى 6.56 مليون مسافر.

هذا الاختلال المتزايد قد يُعمق الفجوة التي تتجاوز 50 مليار دولار بين ما تولده الولايات المتحدة من خدمات السفر والسياحة وما ينفقه الأمريكيون في الخارج، وهو ما يثير قلق قطاع السفر الأمريكي الذي يحقق نحو تريليون دولار سنوياً، حسب ما نقلته شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية.

وكانت جمعية السفر الأمريكية قد توقعت في 9 يناير أن يشهد هذا العام زيادة في الإنفاق الناتج عن السياحة الدولية إلى الولايات المتحدة بنسبة تتجاوز 12%.

وبحسب ما أفادت به الجمعية، فإن عدد الزوار الوافدين إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك من يعبرون الحدود البرية، انخفض بنسبة 14% في مارس مقارنة بالعام الماضي.

وأشارت إلى أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فقد تخسر الولايات المتحدة ما يصل إلى 21 مليار دولار من صادرات السفر، حيث يتم احتساب إنفاق الزوار الأجانب داخل الولايات المتحدة كصادرات.

وحذرت “جي بي مورجان” من أن انخفاض إنفاق الزوار الأجانب في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى خصم نحو 0.1% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، مضيفة أن “هذا يشير إلى وجود قناة إضافية يجب أخذها في الاعتبار عند تقييم تأثير الرسوم الجمركية على النشاط الاقتصادي”.

وأوضحت أن “القلق بشأن احتجاز الزوار الأجانب، حتى وإن تم بالخطأ، يزيد من تفاقم هذا الأثر”.

كشفت شركة “يونايتد إيرلاينز” الأسبوع الماضي أن الحجوزات من الركاب الدوليين القادمين من أوروبا تراجعت بنسبة 6% على أساس سنوي، بينما انخفضت الحجوزات من كندا بنسبة 9%.

وقالت شركة “دلتا إيرلاينز” إنها لاحظت ظاهرة مماثلة.

ومع ذلك، يساعد شغف المستهلكين الأمريكين بالسفر الدولي في التخفيف من أثر انخفاض أعداد السياح الدوليين وضعف الطلب المحلي في الولايات المتحدة بالنسبة لبعض الشركات مثل “يونايتد” و”دلتا”، اللتين قررتا تقليص عدد الرحلات الداخلية في وقت لاحق من هذا العام.

وذكرت غريس كولار يي، مستشارة السفر وصاحبة وكالة “باينابل7” في لاندسداون بولاية فرجينيا، أن العديد من عملائها يفضلون الآن السفر الدولي على السفر المحلي.

وقالت “يونايتد إيرلاينز” إن الحجوزات المتقدمة التي تمت بداية الشهر الجاري مستقرة، وإن مبيعات الكبائن الفاخرة ارتفعت بنسبة 17%، بينما ارتفع الطلب الدولي بنسبة 5%.

وأعرب جلين هاوينشتاين، رئيس “دلتا إيرلاينز”، عن تفاؤله بأن هذا الاتجاه سيستمر، موضحاً أن مبيعات التذاكر الدولية النقدية سجلت أرقاماً متقدمة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

ورغم حالة القلق التي تسيطر على بعض الأمريكيين العاملين والمتقاعدين بسبب الاضطرابات الأخيرة في الأسواق المالية، إلا أن المسافرين الأثرياء وكبار السن، خصوصاً في مقصورات الدرجة الأولى، يساعدون على تعويض هذا التأثير.

ويبقى من غير الواضح ما إذا كان التراجع المحتمل في الإنفاق الاستهلاكي في المقاعد الاقتصادية أو ضعف نمو السفر التجاري مؤشراً على ضعف الحجوزات المرتبطة بالسفر الترفيهي الفاخر أيضاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى