قناة السويس: 47 سفينة تعدّل مسار رحلتها لعبور القناة الشهر الجارى

خطة لبناء 7 قاطرات “عزيمة” بقدرة شد تتراوح بين 9 و15 طنًا
قررت 47 سفينة تعديل مسار رحلاتها للعبور عبر قناة السويس بدلًا من طريق رأس الرجاء الصالح منذ بداية الشهر الجاري.
قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن قرار عودة تلك السفن جاء بعد المباحثات المشتركة مع الخطوط الملاحية، واستشعار العديد من العملاء وجود مؤشرات إيجابية لعودة الاستقرار إلى منطقة البحر الأحمر.
أضاف ربيع خلال كلمته بفعاليات النسخة الـ14 من المؤتمر السنوي الدولي للنقل البحري واللوجستيات “مارلوج” أنه يتوقع عودة المزيد من الخطوط الملاحية للعبور عبر القناة مع استمرار حالة الاستقرار في المنطقة.
أوضح أن أزمة البحر الأحمر فرضت تحديات أمنية غير مسبوقة في المنطقة، مما انعكس سلبًا على استقرار واستدامة سلاسل الإمداد العالمية، وهو ما يتطلب تضافر الجهود نحو العمل المشترك لاحتواء التبعات السلبية وضمان استمرارية الخدمات البحرية في المنطقة.
تابع ربيع أن أزمة البحر الأحمر انعكست سلبًا على إيرادات الهيئة، إذ سجلت انخفاضًا خلال العام الماضي لتصل إلى 4 مليارات دولار، مقارنةً بـ10 مليارات دولار خلال عام 2023. وأكد أن الهيئة تقوم بمهامها لتحسين حركة الملاحة الدولية.
11 ألف سفينة عبرت من رأس الرجاء الصالح منذ بداية الأزمة
أشار إلى أن الأزمات الراهنة فرضت ضغوطًا غير مسبوقة على حركة الملاحة البحرية، إذ بلغ عدد السفن التي تعرضت للاعتداء طوال الفترة الماضية حوالي 132 سفينة، الأمر الذي دفع عددًا من الخطوط الملاحية إلى الاتجاه نحو طريق رأس الرجاء الصالح، حيث وصل عدد السفن التي عبرت بالطريق البديل إلى قرابة 11 ألف سفينة.
لفت ربيع إلى أن أسعار نوالين الشحن البحري لموانئ البحر الأحمر ارتفعت إلى 5 آلاف دولار للحاوية، مقارنةً 750 دولارًا قبل الأزمة، وذلك بسبب فرض الخطوط الملاحية رسومًا إضافية لمخاطر الطوارئ تصل إلى 2500 دولار للحاوية.
أضاف أن قناة السويس نجحت في تحقيق إنجاز جديد على صعيد البنية التحتية وتطوير المجرى الملاحي، بانتهاء مشروع تطوير القطاع الجنوبي بشقيه وتشغيله أمام حركة التجارة العالمية، للاستفادة من مزاياه الملاحية العديدة، أبرزها زيادة عامل الأمان الملاحي، وتقليل تأثيرات التيارات المائية على السفن العابرة، علاوة على زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بمعدل يتراوح بين 6 و8 سفن.
أوضح أن قناة السويس نجحت في اتخاذ خطوات جادة نحو ترسيخ صناعة القاطرات البحرية بطرازات مختلفة، في ترسانات وشركات الهيئة وبالتعاون مع القطاع الخاص، بالإضافة إلى الخبرات الكبيرة التي تتمتع بها شركات وترسانات الهيئة في مجال بناء اللنشات البحرية، والصالات، والكباري العائمة، والمعديات.
أشار ربيع إلى استمرار جهود الهيئة لتوطين صناعة بناء الوحدات البحرية المختلفة في الترسانات والشركات التابعة للهيئة، معلنًا إنشاء أول مصنع لبناء البنتونات الخرسانية العائمة بشركة القناة للموانئ، إحدى الشركات التابعة للهيئة، ليكون إضافة قوية كأول مصنع متخصص في هذا المجال في مصر وإفريقيا، وسيعمل المصنع على بناء البنتونات اللازمة لإنشاء مراين اليخوت ومراسي العائمات الصغيرة، بتكلفة تقل بنسبة 40% عن التكلفة الإجمالية لاستيراد تلك البنتونات.
استعرض ربيع الجهود التي بذلتها الهيئة لتقليل تأثيرات الأزمة على عملائها، من خلال تحقيق التواصل المستمر والفعال والمباشر مع الخطوط الملاحية، واستقرار السياسات التسعيرية، بالإضافة إلى استحداث حزمة من الخدمات البحرية واللوجستية، لتلبية متطلبات العملاء في الظروف الاعتيادية والطارئة. وتشمل هذه الخدمات صيانة وإصلاح السفن، والإنقاذ البحري، ومكافحة التلوث، والإسعاف البحري، وتبديل الأطقم البحرية، والتزود بالوقود.
لفت إلى أن الهيئة تعمل على تحديث أسطول الوحدات البحرية، وتستهدف تعظيم الاستفادة من أصولها وتنويع مصادر دخلها، كمحاولة للحد من التداعيات السلبية لأزمة البحر الأحمر، وتسعى الهيئة إلى إنشاء 7 قاطرات طراز “عزيمة”، بقدرة شد تتراوح بين 9 و15 طنًا، وسرعة 112 عقدة، وعرض 6.8 متر.