إقتصاد مصر

“سيتي جروب”: السياسات الأمريكية لن توقف التحول نحو الطاقة النظيفة

أكد محللو “سيتي جروب” أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن تتمكن من إبطاء التقدم في التحول بعيداً عن مصادر الطاقة ذات الانبعاثات الكربونية العالية.

ورغم إصرار إدارة ترامب على إلغاء الحمايات المناخية التي وضعتها إدارة بايدن، إلا أن هناك “شعوراً بالتفاؤل” بأن التحول في قطاع الطاقة سيتواصل، وفقاً لمحللي الحوكمة البيئية والاجتماعية بقيادة أنيتا ماكبين، الذين كتبوا ذلك في مذكرة.

وأشار المحللون إلى أن التحول نحو الطاقة النظيفة اليوم أكثر تقدماً مما كان عليه خلال الولاية الأولى لترامب، وأن الرغبة في توليد مصادر طاقة رخيصة وآمنة تتماشى مع الحلول “الذكية والمبتكرة تقنياً والمدعومة سياسياً والفعالة اقتصادياً” التي تقدمها الطاقة الخضراء.

خلال ساعات من توليه المنصب في 20 يناير، بدأ ترامب في تفكيك أجندة المناخ لسلفه، معلناً عزمه على تعزيز استخراج الوقود الأحفوري، حسب ما نقلته وكالة أنباء “بلومبرج”.

تضمنت أوامره التنفيذية سحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، ووقف أكثر من 11 مليار دولار سنوياً من المساعدات الدولية للمناخ، وتعليق الدعم المقدم للطاقة النظيفة داخل البلاد.

وقد أثار حجم وسرعة هذه الإجراءات صدمة بين الناشطين والمحللين في مجال المناخ، وتسبب في تراجع أسهم الطاقة المتجددة.

لكن، وفقاً لمحللي “سيتي جروب”، فإن التأثيرات قصيرة المدى لسياسات ترامب لا تغير من الحقيقة الأساسية بأن هناك “حجة مقنعة” تدعم الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري.

وأشاروا إلى أن “الطاقة النظيفة أرخص وأكثر توافراً وكفاءة”، وأضافوا: “بالنسبة للمؤيدين للتحول إلى الطاقة النظيفة، ستنتصر قوة الاقتصاد”.

الشركات التي تسعى إلى تمويل مشاريع الطاقة النظيفة خارج الولايات المتحدة لا تتوقع أن تؤثر سياسات ترامب على تدفق رؤوس الأموال بشكل كبير.

قال كريستيان كليبوت، رئيس تعبئة الديون في “البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية” بلندن، إن الطلب على تمويل الطاقة النظيفة في أوروبا وآسيا الوسطى ومنطقة البحر المتوسط لا يزال كبيراً.

وأضاف كليبوت في مقابلة: “تعتمد العديد من دولنا بشكل كبير على واردات الوقود الأحفوري، وهذا أمر يدركه العملاء في هذه البلدان جيداً”.

وأوضح أن هذا هو السبب في حرصهم على الاستثمار في الطاقة المتجددة، ليس فقط من أجل أمن الطاقة ولكن أيضاً من أجل التنافسية السعرية.

وأشار أيضاً إلى أن القطاع الخاص في تلك الأسواق “يستثمر بكثافة في مصادر الطاقة المتجددة، ولا أعتقد أن هذا سيتغير. بل على العكس، قد يزيد الاستثمار”.

تطرق محللو “سيتي جروب” إلى خروج وول ستريت من أكبر تحالف لتمويل المناخ في العالم، المعروف باسم “تحالف البنوك للحياد الصفري”.

وذكروا أن انسحاب البنوك، بما في ذلك قرار “سيتي جروب” نفسه بالخروج، “لا يعيق التقدم أو يضعف الجهود” للانتقال بعيداً عن الأصول ذات الانبعاثات الكربونية العالية.

منذ ديسمبر، انسحبت عدة بنوك من التحالف، بما في ذلك “جولدمان ساكس” و”مورجان ستانلي” و”ويلز فارجو” و”بنك أوف أمريكا”، و”جي بي مورجان تشيس”.

ولحقت بها العديد من أكبر البنوك الكندية. وتجنب البنوك لهذا التحالف يجعلها أقل عرضة لهجمات الحزب الجمهوري الذي كثف انتقاداته لتمويل المناخ منذ فوز ترامب في الانتخابات.

وأكدت البنوك المنسحبة أن قراراتها لن تؤثر على التزاماتها بخفض الكربون في أعمالها ودعم عملائها في التحول إلى مصادر طاقة أنظف.

كما أكد محللو “سيتي جروب” أن الاستثمار في البنية التحتية الذكية مناخياً “يهدف إلى خلق قيمة، وعوائد معدلة للمخاطر، وضمان تقدم الاقتصادات على المستوى الكلي مع تقنيات المستقبل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى