وتيرة التضخم الأمريكي مرشحة للاستمرار

يُرجّح أن ترتفع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر فبراير بوتيرة توضح لمسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي تقدماً بطيئاً لمسار كبح التضخم، ليبقوا على تمهلهم في قرار خفض أسعار الفائدة، بينما يقيّمون اضطراب السياسات التي تحدثه إدارة ترامب.
يُتوقع أن تظهر أرقام مكتب إحصاءات العمل يوم الأربعاء أن مؤشر أسعار المستهلكين الذي يستثني الغذاء والطاقة ارتفع بنسبة 0.3%، بناءً على أوسط تقديرات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت “بلومبرج” آراءهم. وفي حين أن الزيادة تُعد أقل من معدل ارتفاعها في يناير البالغ 0.4%، إلا أنها تجعل نمو الأسعار السنوي مستمراً في الارتفاع.
على الأرجح سيرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 3.2% عن فبراير من العام الماضي. لن تصل بيانات مقياس الأسعار المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي إلا بعد اجتماع مسؤولي السياسة النقدية المقرر له يومي 18و19 مارس. المسؤولون عن تحديد أسعار الفائدة الأمريكية، والذين هم حالياً في فترة تعتيم قبل اجتماعهم المقبل، يضعون هدفاً للتضخم عند 2%.
ضعف الاقتصاد الأمريكي
تأتي أحدث صورة لضغوط الأسعار في أعقاب تقرير الوظائف لشهر فبراير والذي أظهر نمواً ثابتاً في التوظيف، تشوبه تلميحات إلى جوانب ضعف خفية في سوق العمل. كذلك، يُظهِر الاقتصاد الأوسع نطاقاً علامات ضعف، يعكسها ضعف الإنفاق الاستهلاكي، والمعنويات، وبناء المساكن مع بداية العام.
وبعد يوم من صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين، من المتوقع أن تُظهر البيانات المقرر لها يوم الخميس ضغوط تكلفة مماثلة على مستوى قطاع تجارة الجملة. ومن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المنتجين، باستثناء الغذاء والوقود، بنسبة 3.5% في فبراير مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وفي يوم الجمعة، يُنتظر أن يظهر تقرير جامعة ميشيغان المزيد من الانخفاض في معنويات المستهلكين. يولي التجار، فضلاً عن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، اهتماماً خاصاً بمقاييس توقعات التضخم في هذا الاستطلاع.
أسعار الفائدة في كندا
وفي كندا، يُتوقع على نطاق واسع أن يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى يوم الأربعاء، إذا استمر الرئيس دونالد ترامب في فرض التعريفات الجمركية الشاملة على السلع الكندية. كان العديد من خبراء الاقتصاد يتوقعون سابقاً التوقف المؤقت لمسار تيسير السياسة النقدية، بعد أن أظهرت البيانات الأحدث أن الاقتصاد انتعش بقوة في الربع الرابع.
تُعد هذه اللحظة صعبة بالنسبة لمحافظ البنك، تيف ماكليم، الذي نجح في خفض التضخم ووضع البلاد على المسار الصحيح للهبوط الناعم، حيث يواجه حالياً ركوداً تضخمياً محتملاً نتيجة حرب تجارية أشعلها الحليف الأمريكي.
وفي أماكن أخرى من حول العالم، تُعد بيانات التضخم المقرر صدورها من الصين إلى روسيا، وبيانات النمو في المملكة المتحدة، وخطاب رئيسة البنك المركزي الأوروبي، من بين أهم الأحداث هذا الأسبوع.